روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | الحروف المقطعة في القرآن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > الحروف المقطعة في القرآن


  الحروف المقطعة في القرآن
     عدد مرات المشاهدة: 1829        عدد مرات الإرسال: 0

[] السر في حروف ألم:

تأمل سر ألم كيف إشتملت على هذه الحروف الثلاثة:

فالألف: إذا بدئ بها أولاً كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر.

واللام: من وسط المخارج، وهي أشد الحروف إعتمادا على اللسان.

والميم: آخر الحروف، ومخرجها من الفم.

وهذه الثلاثة: هي أصول مخارج الحروف، أعني: الحلق، واللسان، والشفتين، وترتيب في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية.

فهذه الحروف معتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا فيصير منها تسعة وعشرون حرفا، عليها دار كلام الأمم الأولين والآخرين، مع تضمنها سرّاً عجيباً وهو:

أن الألف: البداية. واللام: التوسط. والميم: النهاية.

فإشتملت الأحرف الثلاثة على البداية، والنهاية، والواسطة بينهما.

وكل سورة إستفتحت بهذه الأحرف الثلاثة: فهي مشتملة على بدء الخلق، ونهايته، وتوسطه: فمشتملة على تخليق العالم، وغايته، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر.

فتأمل ذلك في البقرة، وآل عمران، وتنزيل السجدة، وسورة الروم.

وتأمل إقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي: الجهر، والشدة، والإستعلاء، والإطباق، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح، فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء.

فذكر الحرفين اللذيْن جمعا صفات الحروف.

وتأمل السور التي إشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف:

فمن ذلك ق، والسورة مبنيَّة على الكلمات القافية: من ذِكر القرآن، وذِكر الخلق، وتكرير القول، ومراجعته مراراً، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين قول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذكر القيل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذكر القوم، وحقوق الوعيد.

ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة.

- وسر آخر:

وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والإنفتاح.

وإذا أردت زيادة إيضاح هذا:

فتأمل ما اشتملت عليه سورة [ص] من الخصومات المتعددة:

فأولها: خصومة الكفار مع النبي أجعل الآلهة لها واحداً إلى أخر كلامهم، ثم إختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم إختصام الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات، ثم مخاصمة إبليس وإعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامه.

ثانياً في شأن بنيه: حلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم.

فليتأمل اللبيب الفطن:

هل يليق بهذه السورة غير " ص " وسورة " ق " غير حرفها؟!

وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف.

المصدر: بدائع الفوائد 3 / 692، 693.

- فائدة أخرى:

قال الإمام ابن كثير: قلت: مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا وهي: ا ل م س ر ك ه ي ع ط ص ح ق ن يجمعها قولك: " نص حكيم قاطع له سر ".

وهي نصف الحروف عددا، والمذكور منها: أشرف من المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف.

الكاتب: إحسان العتيبي.

المصدر: تفسير ابن كثير 1 / 38.